مجلس أوروبا يدين الانتهاكات "الهائلة" لحقوق الإنسان في أوكرانيا
مجلس أوروبا يدين الانتهاكات "الهائلة" لحقوق الإنسان في أوكرانيا
أدانت مفوّضة حقوق الإنسان في مجلس أوروبا، دنيا مياتوفيتش، ما وصفته بالانتهاكات "الهائلة" لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي التي يرتكبها الجيش الروسي في أوكرانيا، في ختام زيارة قامت بها لكييف وضواحيها استغرقت أربعة أيام.
وقالت مياتوفيتش في بيان لها، "إن مدى وخطورة انتهاكات حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي التي ارتُكبت في أعقاب عدوان روسيا الاتحادية على أوكرانيا هائلان"، وفق وكالة الأنباء الفرنسية.
وتابعت المفوّضة التي لم تعلن زيارتها لأسباب أمنية أن "أسماء بوتشا أو بوروديانكا أو إيربين أو أندرييفكا أصبحت ترمز إلى الأعمال المروعة التي ارتُكبت هنا".
وأضافت: "للأسف، لم يعاني سكانها وحدهم، هناك أناس كثيرون في جميع أنحاء أوكرانيا شهدوا فظائع لا توصف.. كل واحد منهم يستحق العدالة".
ودعت مياتوفيتش الدول إلى مواصلة دعم جهود التحقيق والملاحقة بكل وسيلة ممكنة وتنسيقها بشكل وثيق مع السلطات الأوكرانية والمجتمع المدني والمحكمة الجنائية الدولية.
زارت المفوضة عدة بلدات خارج كييف تعرضت جميعها لنيران المدفعية والقتال العنيف وقسوة القوات الروسية، بحسب البيان.
واعتبر البيان ذلك مثالاً مؤلماً على حجم هذه الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والقانون الإنساني، مع تزايد الأدلة على عمليات القتل التعسفي والتعذيب والاختفاء القسري على نطاق واسع.
وانسحبت روسيا من المجلس بعد أيام قليلة من مهاجمة جارتها الأوكرانية، في حين كانت غالبية الدول الأعضاء الأخرى البالغ عددها 46 تنوي استبعادها.
وأشارت مياتوفيتش كذلك إلى الاستهداف المتعمد من قبل القوات الروسية للمدنيين والصحفيين، وإلى حالات العنف الجنسي المبلغ عنها بشكل متزايد والتي يقوم بها الجنود الروس وتقارير عن العديد من الأشخاص المفقودين وحتى التعذيب وسوء المعاملة التي يتعرض لها الموظفون الأوكرانيون المحليون بشكل خاص.
وأكدت مياتوفيتش، أنه حتى في أوقات الحرب، يجب حماية حياة الإنسان وحقوق الإنسان، وعدم استهداف المدنيين والبنى التحتية المدنية، إلى جانب معاملة الجنود الأسرى والمرضى والجرحى بشكل عادل وإنساني.
والتقت المفوضة خلال زيارتها العديد من المسؤولين والسياسيين الأوكرانيين، بالإضافة إلى مدافعين عن حقوق الإنسان وأعضاء في منظمات غير حكومية، بحسب البيان.
بداية الأزمة
اكتسب الصراع الروسي الأوكراني منعطفًا جديدًا فارقًا، في 21 فبراير، بعدما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاعتراف بجمهوريتي "دونيتسك" و"لوغانسك" جمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا، في خطوةٍ تصعيديةٍ لاقت غضبًا كبيرًا من كييف والدول الغربية.
وبدأت القوات الروسية، فجر يوم الخميس 24 فبراير، في شن عملية عسكرية على شرق أوكرانيا، وسط تحذيرات دولية من اندلاع حرب عالمية "ثالثة"، ستكون الأولى في القرن الحادي والعشرين.
وقال الاتحاد الأوروبي إن العالم يعيش الأجواءً الأكثر سوادًا منذ الحرب العالمية الثانية، فيما فرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حزمة عقوبات ضد روسيا، وصفتها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بأنها الأقسى على الإطلاق.
وقتل آلاف الجنود والمدنيين وشرد الملايين من الجانب الأوكراني، وفرضت دول عدة عقوبات اقتصادية كبيرة على موسكو طالت قيادتها وعلى رأسهم الرئيس فلاديمير بوتين، وكذلك وزير الخارجية سيرجي لافروف، كما ردت روسيا بفرض عقوبات شخصية على عددٍ من القيادات الأمريكية على رأسهم الرئيس الأمريكي جو بايدن.
وصوّتت الجمعية العامة للأمم المتحدة في الثاني من مارس، على إدانة الحرب الروسية على أوكرانيا، بموافقة 141 دولة على مشروع القرار، مقابل رفض 5 دول فقط مسألة إدانة روسيا، فيما امتنعت 35 دولة حول العالم عن التصويت.